تجتمعون تحت يافطة التصدّي لنوائب الأمة وأزماتها . ومناقشة القضايا الأساسية التي تمكّنها من النهوض والدفاع عن مصالحها. والذود عن حياضها . وتحرير ما احتُل من ارضها . لاستعادة كرامتها المهدورة .
تجتمعون لتبحثون سٌبل التصدّي للأزمات والإنكسارات والفواجع التي ألمّت بدولنا وشعوبنا . لمقاربة الرؤى واقتراح الحلول والمعالجات . وتوحيد الكلمة والمواقف , وتنسيق الجهود لخدمة الأهداف المشتركة ( هكذا تقولون )؟
أنتم تحققون النصر العظيم ببراعة في خطبكم وبياناتكم الختامية التي تصدر عن قممكم الموقّرة ؟ والتي ينتهي مفعولها قبل أن يجُفَ الحبر الذي كُتبَت فيه ؟ وتُرسل فوراً للحفظ في متحف الجامعة العربية لتُصنّف وتؤرشف تحت بند ( غير قابلة للتطبيق ).
وبعد كل قمّة : تخرج علينا الأقلام المُلمّعة أو الحالمة لتقول لنا : بأن هذه القمة تخرج عن سياق القمم السابقة ؟ أنها قمة استثنائية بحق؟ لضخامة الملفات, وجسامة الأخطار , وصوابية المعالجات . ولحكمة القادة والزعامات . وكانت على مستوى التحديات .
وفي كل مرة مع الأسف والمرارة الخيبة تسبق التوقعات .. وتتعمّق حالات الفرقة والضعف والتردي والإنهيارات ؟
حتى تحولت مسيرة القمم العربية إلى مجرّد حدث بروتوكولي تشهده العواصم العربية ؟ وكل قمة تأتي ؟ لا تكون إلّا مجرد رقم يُضاف إلى ماسبقه من قمم ؟ القمة العاشرة … القمة العشرون .. الثلاثون .. الرابعة والثلاثون وهكذا .
من قمة أنشاص التي عُقدت في أيار 1946 . حتى هذه القمة العربية الإسلامية الإستثنائية المباركة التي عقدتموها بالرياض منذ يومين في 11 |11|2024 . مروراً بقمة بيروت 1956 . والإسكندرية عام 1964 . والتي بحثتم فيها خطّة العمل العربي الجماعي لتحرير فلسطين . واتخذتم فيها قراربإنشاء مجلس عربي لاستخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية ؟ . ويحق لنا كمواطنين أن نسأل وبعد 48 عاماً ماذا فعلتم ؟ وماذا اتخذتم من خطوات لترجمة بياناتكم وقراراتكم وتوصياتكم من الأقوال للأفعال ؟
وتوالت القمم قمة الدار البيضاء 1965. الخرطوم 1967 . المشهورة بلاءاتها الثلاثة :
( لا صلح .. لاتفاوض مع إسرائيل .. لااعتراف بها)؟
هذه القمة التي عُقدت تحت شعار إزالة آثار العدوان الذي خلفته هزيمة حزيرا ن 1967 .
فما ذا أزلتم ؟
ثم قمة الرباط .. الجزائر .. القاهرة .. بغداد .. القاهرة 1990. التي أعقبت احتلال العراق للكويت . وفشلها الذريع كان سبباً في استدعاء الوجود العسكري للمنطقة . ودواليك حتى هذه القمة . (وأنا استعرضت بعضها وليس جميعا بغرض الإضاءة على بعض الأحداث والوقائع ).
ماذا فعلتم ؟ وما كان منتوجكم أيها السادة يا أصحاب المعالي ؟ .
طارت فلسطين 1948 . وقلتم بأنها نكبة ؟ طارت الجولان 1967 .وقلتم بانها نكسة ؟ . لقد استقيتم هذه المصطلحات من معجمكم الخاص الذي لايعترف بالهزيمة ؟
حروب وأزمات , وخلافات وانقسامات ؟ وفيروس الطائفية البغيض طفى فوق السطح . وأصبح القتل في بعض المطارح يتمُ على الهوية ؟ تدمّرت اليمن وأصبحت محمية إيرانية ؟ السودان أصبح أشلاء ؟ هٌدم عراق الحضارة وتحطّم ونٌهبت إيران خيراته وموارده ؟ وزرعت على أرضه مليشياتها الظلامية . وسورية نٌحرت من الوريد للوريد ؟ فمنذ ثلاثة عشرعاماً أدخلها نظام عصابة قاتل ومجرم فوهة البركان ؟ وكرة الموت والدمار تنتقل على كامل الجغرافية السورية لتحصد أرواح البشر, وتحرق الحجر والشجر ؟ .
نظام عصابة الأسد للقتل والجريمة والتدمير الذي تفنن بقتل السورين ؟ بكل أشكال وطرق الموت حرقاً ,ونحراً وجوعاً , وتعذيباً حتى الموت ؟ وبالكيماوي وبالبراميل المتفجرة والأسلحة المحرمة دولياً؟ . دمّر مدنها ومرافقها العامة وبُناها التحتية . وسلّم مفاتيح البلد لإيران وروسيا .وباع أصولها السيادية ليبقى على الكرسي ؟
وها هو يجلس بينكم ؟ ويحاضر بكم ؟. فكيف لهذا السفاح هولاكو العصر الذي قتل أكثر من مليون شهيد . وهجّر نصف السوريين للخارج؟ أن يتباكى على ضحايا غزة ولبنان ؟
فهل دماء السوريين يا أصحاب الجلالة والفخامة رخيصة عندكم إلى هذا الحد؟
فهل دمائنا هي أرخص من دماء أهل غزة ولبنان ؟
لانطالبكم بمحاسبته ؟ ولا في ردعه ؟ وإنما نطالبكم باحترام حٌرمة دماءنا وآلامنا ؟
اعدتوه للجامعة العربية ؟ رغم الألم والخذلان قلنا هذا شأنكم .
لكن احتراماً لدماء السوريين وآلامهم , ومصداقية الجامعة العربية ومؤتمراتها وقممها كان عليكم
ألّا تسمحوا لقاتل أن يتكلم بالرحمة ؟ ولا لخائن أن يتكلم بالوطنية ؟ ولا لعاهر أن يتكلم بالشرف ؟.
فهو كاذب وكاذب .
ألم يقل مندوب المملكة العربية السعودية الدائم بالأمم المتحدة سعادة السفير عبد الله المعلمي الذي نطق بالحق في الجلسة الثالثة والخمسين للجمعية العامة ( لاتصدقوهم إذا وقف زعيمهم أمام جماجم الأبرياء مدعياً النصر العظيم . لاتصدقوهم إن قالوا أنهم يحاربون الإرهاب وهم أوّل من فتح للإرهاب أوسع الأبواب ؟).
لاتصدقوهم .
بسام العيسمي .